recent
أخبار ساخنة

عيد الحب بالمصري

عيد الحب بالمصري

  لا أكذب عليكم يا سادة حينما أقول لكم بأن الكون خلق بالحب.

فحين خلق الله حواء خلقها من ضلع أدم، وكان سبحانه قادراً أن يخلقها من طين كما خلق أدم ولكن خلقها من ضلعه.

سبحان الله فالبعض يحن للكل والكل يحب بعضه ألا يحب المرء نفسه ألا يحب جزء منه.

وبالحب فُرضت المودة بين البشر، فبالحب، يتراحم الناس، فيما بينهم فنادراً أو يكاد ينعدم، أن تري علاقات سوية بين البشر، وليس فيها، ولا يحركها الحب.

نري الدابة ترفع حافرها عن صغيرها خشية أن تؤذيه أليس ذلك حب؟!

لولا الحب، ما علم المدرس طلابه، وما نصحهم كي يهتدوا الى دروب المعرفة في دنياهم.

لولا الحب، ما أرضعت الأم صغارها.

لولا الحب، ما ربي الأب أبنائه.

لولا الحب، ما اجتمع الرجل والمرأة.

ودعونا لا نقصر الحب على الجنس، والجنس الآخر، على حب الرجل للمرأة (الحب المادي).

فللحب أوجه كثيرة، وله العديد، والعديد من الصور.

حب البنت لأبيها.

حب الولد لأمه.

حب الأخ لأخته.

حب الأم لأبنائها.

حب الاب لأولاده.

حب الزوج لزوجته.... والكثير، والكثير..

 وأما عن ردود فعل البشر تجاه بعضهم البعض، فتحركه غريزة الحب، والضد بالضد..

ويتعدى الحب مملكة البشر..

فنجد البعض يحبون الحيوان ويتعلقون به لربما أكثر من بني البشر أليس ذلك حب؟

ولنلقي نظرة على الشارع المصري هذا اليوم.

الكثير في هذا اليوم من الشباب وصغار السن تجدهم يحملون الورود والقلوب الحمراء ودمي الدباديب الصغيرة كهدايا عاشق لمعشوقه وكأن تلك الهدايا ارتبطت بذكرى هذا اليوم.

وكأن تلك الهدايا رمزاً يحمل رسائل الحب، وعلاماته، والتي قد تكون متأججة في القلوب، وفي بعض الأحايين مختبئة، ومستترة عن عيون باقي البشر في انتظار فرصة كي تعلن، وتفصح للملأ عن وجودها (أنا هنا أنا هنا).

ولربما كي تريح صدور العشاق، ومالكيها من لوعة كتمانها.

وكأن لسان حالهم (وأعنى الشباب) يشكر، ويجل تلك الهدايا، والورود أن قصرت الطريق، وأوصلت أحاسيسً كثيرة، وجياشة، ربما تلعثم اللسان، وعجزت الكلمات عن الإفصاح بها، وبيان حجمها ومقدارها.

وبعض العشاق قانعين بالرمزية، فمجرد وردة كفيلة أن تُترجَم لديهم بألاف من رسائل الحب، والغزل، والهيام.

وربما تمنحهم آمالٌهم، ورومانسيتهم المفرطة خيالاً واسعاً، وأوقات سعيدة مليئة بالحب، والهيام، وزهور الربيع الخلابة الساحرة.

والبعض الآخر على النقيض فهم يفهمون الهدايا، والورود على انها مقدِمة لابد منها لكلمات الحب، والعشق، والتي تُسَحر بها الآذان، سارحتً شاردتً في عالم أخر، غير ما نحن فيه.

عالمٌ دونما قيودٍ مادية، أو معنوية، لا يٌوجد به شيء مستحيل، كلٌ الصعاب مٌذللة، كلٌ الطلبات مُنفذة، وكلٌ الأحلام مُحققة، عالمُ من حرير، وزهور، ورياحين.

لا مشاكل، لا أوامر، لا قيود، وبالطبع لا واجبات، فقط أنت، وأنا، وقلب أحمر بيننا.


وحينما يبدأ العاشق في التعبير عن أحاسيسه، وما تنطوي عليه خلجات صدره، ويبوح بما في قلبه تنساب الكلمات من بين شفتيه كجريان الماء العذب في الأنهار، لا تُحِّجمه سدود، ولا تٌوقفه عوائق، فكلمات الحب كمارد خرج من محبسه، لا يريد العودة إلى الظلمة، بعدما أبصر النور، أو كسجين فُك من أسره، فأنطلق بأقصى سرعته، لا يلوي علي شيء، غير عابئ بالمكان، أو بمن فيه،

جُل غايته أن يبثَ مكنون قلبه، ويسردُ أحاسيسه، ويٌفرغ ما في صدره، وقلبه من عشق، لطالما عذبه وأرق ليله ألا يجد من يخفف عنه، ويشاركه ألام الحب، وعذابه، وكبت المشاعر، والحرمان.

لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه

إن يغفر القلب جرحي مَن يداويه 

قلبي وعيناكِ والأيام بينهما 

دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه 

إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه 

كل الذي مات فينا كيف نحييه 

الشوق درب طويل عشت أسلكه 

ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه

وتنتهي الليلة، ويعود العشاق الولهى والمتيمون إلى الواقع، وإلى غرف الإفاقة ...

منهم من يتنبه سريعاً ...

ومنهم من تطول فترة إنعاشه ...

كلٌ حسب تمسكه بلحظات الأحلام الوردية السعيدة أو لربما حتى تجف الورود وتزبل.

ولكن الكلً يجتمع على أمر واحد ...

تمني سرعة تحقق أحلام الحب الوردية، وسرعة نيل رغائب الشوق، والحب، والعشق المكبوتة.

 ويبدأ نهار يوم جديد، ويمضي كلٌ إلى حالِ سبيله، كلٌ إلى ما وٌكل إليه من عمل.

منتظراً أن تحل عليه الذكري من جديد ...

             ... نال ما تمني.

             ... أو منتظراً ما يتمني.

 تلك هي ذكري عيد الحب المصري 4 نوفمبر من كل عام.

وهي فكرة الكاتب الكبير مصطفي أمين ...

 وللحديث بقية ....


google-playkhamsatmostaqltradent